الثلاثاء، 17 سبتمبر 2013

قيود الحياة

 


كلمة نذكرها كثيرا ...و لا نذرك معناها الحقيقي .. فما هي الحرية .. ؟

" لقد خلقنا الله احرارا " من قائل هذه العبارة ........ هل كان  يدرك معناها  الحقيقي ..؟؟ بالطبع لا

من اجل ان نفهم معنى الحرية .. علينا اولا ان نرى القيود .. و نتأملها سويا

القيد الاول :-

الزمن ... هو البعد الذى لا يجب تجاهله . فهو القيد الاقوى على الاطلاق

نحن نعيش داخل هذه اللحظة فى هذا اليوم .. هل نستطيع كسر هذا القيد ..؟؟

هل نستطيع الرجوع للخلف او التقدم للغد ...؟

هو كالقيد فى اقدام المساقين  الى غرفة الاعدام ...غير مسموح لهم بالتراجع او الوقوف .. فقط السير بخطوات ثابته و بقدر طول السلسله و بنفس الرتم .

قد نستطيع كسر حاجز الزمن فقط اذا استطعنا الهروب من القيد الثاني

القيد الثاني :-

الجسد ...كل منا يعيش غرفه حبس انفرادي  خاصة به .. تحمل ملامحه و اسمه و شخصيته .. و قوته و ضعفة .

تسير معه اينما ذهب .. فهل نحت احرار داخل هذا السجن ..؟

هل تستطيع الخروج منه.؟

نحن لا نرى الا من خلال نافذة... التي هي بدورها سجن صغير .. فعيوننا لا ترى كل الاشياء .. لان لها مدى للرؤية .

وكذلك السمع و غيرها من الحواس المحدودة التي تربطنا بالعالم الخارجي ... فهل نحن احرار ..؟؟

فقط لك بعض الحرية لاغلاق بعض النوافذ .

القيد الثالث

العقل ..الذى نملكه محدود .. هناك الكثير من الاشياء التي لا يستطيع استيعابها .. فهل نملك عقل حر .؟

هل يستطيع تفكيرك او خيالك العمل خارج حدود ما تراه عينك و او تسمعه اذنك او تشعر به حواسك ..؟

حتى المختارين من البشر و الانبياء منهم لم يستوعب عقلهم تصور للخالق ..!

((   وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ ))

ففى قصه سيدنا موسى عليه السلام .. عندما اراد ان يطيب رائحة فمه قبل ان يكلم الله عز وجل ..ظنا منه ان رائحه فمه  كريهه ..!! ناسياً ان ذلك شعور بشرى فالرائحة الكريهة شهيه بانسبه بعض المخلوقات .. والاذى منها نقص كالاحساس بالالم .. و الكمال من صفات الخالق

نعود الى العقل البشرى الذى لم يصدق هذا و ظن ان الله يمتلك نفس الحواس بنقصها و قدرتها المحدودة .

حتى خيالنا الخصب لا يطرح الا ما يغرس فيه ....لا احد يستطيع ان يتخيل شييء ليس له وجود اصلا ..

حاول ان ترسم كائن ليس له وجود .. على الاطلاق .!!

نعم سوف ترسم كائن له رأس اسد و فم طائر و رقبه نعامه و جسم ثعبان و ارجل سحليه و ذيل سمكة ...... فأين الخيال ..؟؟؟

................

متى  نهرب من تلك القيود ...و كيف و اين ..؟؟

بالتاكيد ليست فى  هذه الحياة ...فهل هذه حياة ...و هل نحن احرار ...؟؟؟

 ___________________________________
خالد الاقصرى


هناك تعليقان (2):

  1. الموضوع جميل لكن يغفل السر الأعظم فى البشرية وهو العقل الباطن الذي هو سر كل العصور والذي لا يستطيع ان يستخدم المنطق مثل عقلك الواعي واعتقد انك قد سلمت نفسك اسيرا لعقلك الواعي وبالتالي انت من قيد نفسه بطرف واحد والغيت تماما الطرف الثاني الذي اجمع كل علماء النفس انه البوابة الحقيقية للسعادة والشفاء والثروة فهو الذي يدفع العقل الواعي الي عالم الأحلام والتحرر من سجن التفكير النمطي الروتيني هو عقل الإيحاء الي خوض معارك الفضول والغموض وبالوج الي هذين العالمين ستجد الحرية هناك بين الجديد والمبهر الذي لم يخطر لك علي بال وانت حبيس عقلك الواعي , تحياتي علي اسلوبك الرائع

    ردحذف
    الردود
    1. العقل الباطن ... هو مخزون لخبرات الحياه ... فهو لا يحتوى على جديد .. لكنه فقط يبحث ف الاغراض القديمة ..
      اما بالنسبه الى الاحلام .. فهى هروب من بعض القيود و لكن فى حاله النوم .. و هو ما يسمى ( الموت الاصغر )

      حذف